اعتزلت التدوين لفترة كبيرة لشعوري بالاحباط وعدم جدوي ما أكتبه هنا أو بمطبوعات مختلفة في فترة من الفترات وهي ما قبل الثوره..اهتممت منذ بدايات عملي كصحفية برصد انتهاكات وزارة الداخلية وبلطجة وسادية معظم ظباطها ..كنت أشعر بالقهر والضعف والهوان مع كل حادث قتل متعمد لأحد ضحاياهم الابرياء والذي لا ذنب له سوي كونه مواطن عادي بسيط ..كنت أري أثار التعذيب بأنحاء جسد الضحية فتدمع عيناي ويقطر قلبي دما من الحسره والهوان علي استباحة أرواحنا وأعراضنا علي ايدي من يفترض فيهم حمايتنا وتوفير الأمن والأمان لنا
استمريت في متابعة ملف حقوق الانسان والحريات واهتم به وانشره وقررت عمل جريدتي بكندا"صوتنا" ونشرت بها عن آلام الوطن الأم وآلام أمتنا العربية..في لحظات كثيرة كنت ابكي بالغربة ولكن كان شتات اصحابي من الصحفيين الحقيقيين من ذوي الكفاءات وعدم استقرارهم واصرار الأجهزة الأمنية علي ملاحقتهم بل واغلاق مصادر الرزق أمامهم وحرمانهم لفترات طويلة من الكتابة او الظهور بأي صحيفة او حتي قنوات فضائية خاصة بالاضافة الي اغلاق صحفهم وملاحقتهم بالحبس في قضايا النشر كل ذلك كان يجبرني علي تقبل الغربة والتعايش معها بل وتطوير نفسي مهنيا وانسانيا
قبل الثوره اعتدت علي مناكفات ابواق الحكومة في الصحف القومية ومطبلاتية النظام السابق والرئيس المخلوع وقليل ما كان هناك مناكفات بيني وبين نشطاء وصحفيين بصحف مستقلة زميلة
والصادم والمؤسف ان المناكفات الاخري هي التي كانت اكثر شراسة وهذا إعمالا لمقولة"ماعدوك الا ابن كارك" يعني ابن مجالك ومهنتك ومع الاسف بتكون مناكفات النخب في كثير من الأحيان لا تحكمها معايير مهنية او اخلاقية لأنها تعتمد علي التشويه والتخوين لأننا اعتدنا أن من ليس معي فهو بالبديهة ضدي وعدوي وبقائي يعتمد علي إقصائه ..وتبدأ سلسة التخوين من اول العمالة لرئيس التحرير او رئيس القسم مرورا بالعمالة للمباحث وامن الدولة والامن القومي والمخابرات ولما ربنا يكرم حد زيي ويسافر برة تكبر عمالته وتوصل للمخابرات الامريكية والكندية وغيرهم - طبعا مش لكل عميل نصيب ولا ايه -
لم ادخل مثل هذه المناكفات حفاظا علي روابط الصداقة مع الكثيرين ممن حولي ولكن كنت ممن يتعرضون للضرب من تحت الحزام من آن لآخر لأن ليس لي حسابات شخصية تجبرني علي مناصرة احد دون قناعتي بأحقيته في هذا الدعم وهذا قد يغضب البعض مني احيانا ولكني لا ابالي ما دمت راضية عما أفعل
كان الصراع علي اشده قبل الثوره بفترة قريبة بين مؤيدي مبارك ومعارضيه وكانت نفس التهم المعلبه يلقيها كل فريق في وجه الاخر ..المؤيدين اتهموا الطرف الاخر بأنهم قلة مندسة تسعي لقلب نظام الحكم وتكدير الامن القومي والتشكيك في نزاهة ووطنية قائد السلم ولحرب والعمل لصالح جهات اجنبية أما المعارضين فبدورهم قاموا بإتهام مؤيدي الرئيس المخلوع بأنهم مأجورين ومطبلاتية الرئيس وأنهم يسعون الي اعتلاء مناصب ما او تحقيق مصالح شخصية وطبعا العمالة والتخوين والتهم الاساسية دي
من زمان واحنا مشكلتنا اننا متعودناش نسمع بعض وده اللي حصل كمان بعد الثورة..كلنا فرحنا ورقصنا في الشوارع بعد التنحي وبعد اعلان الجيش ان هو اللي هيدير شئون البلاد لفترة لحين تسليمها لحكومة مدنية بس ايه اللي حصل؟؟؟ بدأنا نكرر نفس سيناريو ما قبل الثوره ونجح المجلس العسكري في إنه يقسم الناس بذكاء ويعتمد علي سياسة فرق تسد وهذا عندما اختار نشطاء تتكلم باسم الشعب والثوار وعمل ما يسمي بالحوار الوطني وبدأت المعاناه من شدة الهجوم علي هؤلاء الناشطين علي الفيسبوك والمدونات وكل حد يقول احنا منعرفش مين دول ..احنا نعرف كام اسم بس والباقي كانوا فين ايام الثوره؟ والمشكلة انه اصبح المجموعة دي -او بعضهم للدقة والامانة- بما فيها بعض الكتاب والصحفيين اللي باكن لهم احترام وتقدير الناطقين الرسميين باسم المجلس العسكري ودأبوا علي تبرير كل تصرفات المجلس من اول ما ضرب المتظاهرين بعد التنحي بفترة بسيطة وطلع ممثل ليهم قال" رصيدنا لديكم يسمح بذلك" وقبلنا الاعتذار وقلنا وماله دول لسة شاحنين كارد كامل ويادوب استهلكوا منه حاجة بسيطة .وبعد كدة بدأت انتهاكات كتير تحصل تفوق اللي كان بيحصل من زبانية التعذيب وشواذ أمن الدولة مثل اقتحام الحرم الجامعي والاعتداء علي طلبة كلية الإعلام وكلية دار العلوم والاعتداء بالضرب علي الطلبة وأساتذتنا اللي بنجلهم ونحترمهم والفيديوهات واضحة والظباط بيضربوا البنات بعنف وهمجية ومحدش اتدخل ولا اتحولوا دول للتحقيق في حين انا فاكره ان كل الصحف المستقلة قبل الثوره هاجت وقلبت الدنيا علشان ظابط حرس ضرب بنت بالشلوت واتعمل مظاهرات في طنطا والدنيا قامت مقعدتش بس هنا الكل سكت او كلمتين وعدوا جري علشان منقلبش الشعب علي الجيش ومتحصلش الفتنة!!..وبدل ما المجلس ياخدها بجميلة طيب ويبطل بلطجة عسكرية قام الاشاوس ضربوا البنات والنشطاء في يوم المرأه العالمي في ٩ مارس وخطفوهم في لاظوغلي المجلس العسكري والكائن حاليا بالمتحف المصري واتضربوا واتهانوا واخدوا البنات وعملوا لهم اختبارات عذرية واول ما لقينا الخبر ده علي رويترز وكتبنا علي الفيس بوك المجلس كذب وقال محصلش ورويترز قالت حصل فقلنا لا نصدق المجلس لان كتير من النشطاء مكتبوش ولا أكدوا وقالوا محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب مستمرة فقلت ماشي يا بنت خليكي ذكية ومتعمليش فتنة وكفاية انك من اصحاب الاجندات اللي كانوا بيقولوا عليهم قبل الثوره بس مع الاسف بعد يومين ضحايا اعتداءات ٩ مارس عملوا مؤتمر وحكوا فيه ازاي تم عمل اختبارات عذرية ليهم والفيدوهات موجوده علي يوتيوب وهنا في المدونة وكمان فيها شهود عيان معروفين ومينفعش نشكك في شهاداتهم ومع الاسف الكل خرس ومحدش قال نجيب حق البنات وان اللي حصل ده هتك عرض ميتسكتش عليه واتقالي لما نشرت اهدي وبعقل يا عبير لأن ملناش غير الجيش ودي حوادث فردية .نفس مبرر الداخلية اياما مبارك دايما مع اي انتهاك يحصل يتقال ده حادث فردي..وسكتناااا
وجاءت احداث الجمعة الدامية التي تعامل فيها المجلس بعنجهية مرفوضة وبلطجة مع المتظاهرين المدنيين واتعامل معاهم برصاص حي ومطاطي وكلاب وفرقة ٧٧٧ الانتحارية والشرطة العسكرية وكل ده علي اييييييه؟ علي ظباط اعتصموا وسط الناس ؟؟؟؟ ماشي انا ضد اعتصام العسكر بلبسهم العسكري وده لتوضيح رأيي من البداية لكن لو هم ارتكبوا خطأ بتصرفهم ده فالمجلس ارتكب خطيئة وفرق كبيره بين الخطأ والخطيئة وقبل ما اعلق علي الجريمة دي عاوزه اسأل المجلس العسكري الاسئلة دي وياريت يجاوبوا عليها: مين اللي سمح للظباط المعتصمين يدخلوا بزيهم الرسمي ويعتصموا اصلا وسط الناس ؟ لماذا لم يتم القبض عليهم من قبل ما يوصلوا للميدان وخصوصا انهم اعلنوا عن الاعتصام ده قبل ميعاده بكام يوم وقالوا اساميهم كمان يعني يتلموا في نص ساعة أو أقل؟ مين اللي سمح لبلطجية ابراهيم كالمل تدخل وليه ما اعتقلوش البلطجية دول ده من ايام موقعة الجمل؟ هل القبض علي الظباط دول كان بالاهمية والخطورة اللي تخلي المجلس العسكري يعمل المجزرة دي ويروع المدنيين؟ هل مكنش ممكن يتقبض عليهم بطريقة تانية اقل عنفا ودموية من كدة؟
الاخطر اللي حصل بعد الاحداث دي وهو انقسام الناس والنشطاء لقسمين وكل قسم فيه ناس محترمة ووطنية جداا ولا يمكن التشكيك فيهم والشتايم والخناقات والمقالات والاتهامات المتبادلة ..اللي مع التصرف بيقولوا اصل الظباط دول خاينين والناس اللي كانوا معاهم بلطجية ومتشردين وكان لازم يتقبض عليهم وان دي محاولة للوقيعة بين الجيش والشعب والطرف التاني واللي انا منه شايف ان المجلس العسكري ليس فوق المسائلة وان فيه فرق كبير بين المجلس العسكري كسلطة تدير شئون البلاد لحين تسليم الحكم لحكومة مدنية وبين الجيش ودوره الوطني وولاؤه الغير قابلين ابداا للتشكيك او المزايدات..انا من اللي بيطالبوا بالتحقيق مع اعضاء المجلس العسكري اللي اصدروا اوامر الانتهاكات اللي اشرت لها في هذا المقال ومع الزميل الجميل اسامة جاد لما قالهم ارواح المدنيين خط أحمر وانا باضيف علي كلام اسامة أن أرواح المدنيين وأعراضهم وحقوقهم وحرياتهم خط أحمر..لم نقم بثورة لنستبدل ديكتاتور بديكتاتور اخر ولم نقم بثوره لتطهير الاعلام لننقسم فيما بيننا ونصادر علي بعضنا البعض ونمارس الارهاب الفكري علي معارضينا بتخوينهم وسبهم والتشكيك في وطنيتهم ومواقفهم
للاخوة اللي بيقولوا اعذروهم لأن الحمل تقيل عليهم باقول زي كتيير من النشطاء والنخب ما بتقول لو الحمل تقيل سلموها لمجلس رئاسي مدني يضم شخصيات لها صقلها واحترامها ولديها خبرات بمختلف المجالات وهي تدير شئون البلاد لحين تسليم البلاد لحكومة مدنية طبقا لانتخابات نزيهة ودستور محترم ليس معيب
لن اتوقف عن انتقاد المجلس العسكري الذي تباطئ في تقديم الرئيس المخلوع واسرته ٦ اسابيع كاملة للتحقيق مما منحهم الكثير من الوقت لتهريب فلوس الشعب للخارج وتظبيط اوراقه واعادة ترتيبها من جديد وهذا يدركه اي طفل استمع لخطاب مبارك اليوم ولهجته المتحديه .
اقول كلمة اخيرة للمجلس العسكري :"عفوا لستم فوق المسائلة وفرق كبير بين المجلس العسكري والجيش ..نحن ننتقدكم كمسئولين عن ادارة شئون البلاد وليس كقيادات عسكرية بالجيش المصري الذي نثق به ثقة كبيرة ..رصيدكم لدينا الان لا يسمح باي انتهاكات جديدة وعليكم بتسويه القديمة والتحقيق فيها فالفرد وحدة بناء المجتمع ولا يمكن أن تقوم دولة حرة يستعبد مواطنيها ويستباح ارواحهم واعراضهم بعرض الطريق،،،ستستمر اعتصاماتنا وتظاهراتنا ضد انتهاكاتكم وتباطؤكم في محاكمة فلول النظام ورأس الأفعي مبارك ونطاالبكم بالافراج عن الناشطين الذين تم اعتقالهم في احداث الجمعة الدامية ونتمني من الله ان تصابوا بعدوي التحقيق الفوري مع المسئولين كما تفعلون مع النشطاء والمعارضين لانتهاكاتكم.. انتبهوا فقد نفذ رصيدكم برجاء أعيدوا شحن البطاقة وبسررعة..نشكركم للتعاون مع ثوره ٢٥ يناير الحرة"
أرجو ان نعتاد علي سماع اصواتنا ونتناقش برقي ونكف عن السب والشتم والتخوين فهذا ليس بأداب الحوار ونحن نفنرض صحفيين وكتاب نرقي بلغة الحوار
2 comments:
bravo abeer....el tas3ed hwa el 7al...kol ma nskot w n2ol dol mo7trmen bydona bl gazma.....lazm manosktsh 3la el islob el mohen da.
على غير ما توقعتي يا عبير المقال رائع وأنا متفقة معاكي تماما في كلامك لكن لي راي في طريقة المسائلة ودا لحساسية العلاقة بين المؤسسة العسكرية والشعب وكمان لحساسية التوقيت اللي يعتبر فترة حرب سأوجز رأيي وابعته لك .. اقبلي تقديري وتحيتي على المدونة
Post a Comment