Saturday, November 13, 2010

حواري مع القنصل العام المصري فى كندا بمجلة اكتوبر

سامح فاروق قنصل مصر العام فى كندا: مهمتنا خدمة المصريين وتسهيل إجراءات الإقامة لهم 


هو أحد أبناء مصر الساهرين على رعاية أبناء الوطن خارج الحدود وتحديدا فى المنطقة الشرقية من كندا، من أونتاريو حتى هاليفكس، إنه سامح فاروق شحاتة القنصل العام بالإنابة لقنصلية جمهورية مصر العربية بمونتريال، والذى يعتبر خدمته للجالية المصرية فى كندا واجبا لا يجب التخلى عنه أو التقصير فيه رغم التزايد المستمر فى أعداد المصريين المهاجرين سنويا إلى كندا، وأن دور القنصلية هو مساعدتهم فى التأقلم مع المجتمع الكندى خاصة فى المنطقة الشرقية.
يمارس مهام عمله بها منذ عام و3 شهور لكنه أحاط بكل مشاكل المصريين، يقدر دور زوجته ويثنى على مجهودها الرائع فى الحفاظ على الاستقرار النفسى والتعليمى لأفراد أسرته والتأقلم على الحياة فى البلدان المختلفة التى يتنقل إليها بحكم طبيعة عمله وعلى العيش فترات بعيدة عنه ترتسم بسمة صافية على شفتيه حينما يتحدث عن أبنائه آن 11 سنة وأحمد 7 سنوات وملك «3» سنوات
استطاع بأدبه ودماثة خلقه وكرم أخلاقه وعمله الدؤوب أن يخلق حالة من الحب والاحترام حوله من كل أبناء الجالية الذين يتعاملون معه..كنت شاهد عيان على مدى قسوة هذه المهنة وصدق هذا الرجل الذى وجدته يعمل بنفسه فى جميع مكاتب القنصلية ويساعد كل العاملين بها ليخلق حالة من التأهب القصوى لخدمة المصريين بكندا فهو ما بين أعمال مكتبية ومهام قنصلية كاعتماد واستخراج أوراق رسمية للمواطنين هنا، مرورا بمقابلاته مع المواطنين لحل مشاكلهم بنفسه وانتهاء بحضور الأنشطة والحفلات التى يدعوه إليها أبناء الجالية بمختلف ديانانتهم واتجاهاتهم السياسية وطبقاتهم الاجتماعية..
وكان لأكتوبر هذا الحوار مع أحد رعاة أبناء مصر بالخارج وهو سامح فاروق قنصل مصر العام بكندا..
*ما هو الدور الذى يؤديه القنصل العام للجالية المصرية؟
**هناك مهام على مستوى اجتماعى وأخرى على مستوى قنصلي، القنصل العام هدفه الاهتمام بأفراد الجالية من ناحية الإقامة فى البلد الذى يتواجدون فيه والتأكد من صحة أوراقهم واستكمال الأوراق للمواطنين الذين يتعذر عليهم السفر لمصر لاستخراجها» كبطاقات الرقم القومى وجوازات السفر والتوكيلات القانونية والموقف من التجنيد وتوثيق الزواج وأوراق الأحوال المدنية وشهادات الميلاد للمقيمين أو المولودين حديثا بكندا، ومتابعة مشاكل المصريين بالتعاون مع السلطات الكندية أو أى دولة نكون فيها، خاصة التى تتعلق بالإقامة أو بأوراق الهجرة مثلا.
*هل هناك إقبال من الجالية المصرية على القنصلية أم أنهم يعتبرونها إحدى المؤسسات البعيدة عنهم؟
**كل المواطنين الذين جاءوا إلى القنصلية أشادوا بتعاون القنصلية معهم وبسرعة وسهولة الإجراءات، فى الحقيقة أحيانا أسمع عن البعض ممن فى أذهانهم صورة خاطئة عن القنصلية والعاملين بها ويتجنبون التعامل معنا‘فهؤلاء نحاول الوصول إليهم بشتى السبل لأننا متواجدون هنا لخدمتهم ومساعدتهم، فالقنصلية هى البيت الكبير الذى يرحب بكل أبنائه، والكثيرين من هؤلاء الممتنعين عندما جاءوا إلينا أبدوا اندهاشهم عندما تعاملوا معنا لأنهم وجدوا صورة مغايرة تماما لانطبعاتهم عنا سواء هنا أو فى السفارة بأوتاوا، وأتمنى أن يصل صوتنا لجميع أفراد الجالية بكندا، ونقول لهم إننا نسعد بالعمل معكم ونتمنى أن نلتقى بكم، ودورنا الأساسى هنا هو التواصل مع جميع أفراد الجالية بجميع مستوياتهم وفئاتهم ولا يوجد تفرقة بين شخص وآخر.
*هل النشاط الذى تقدمه القنصلية خدمى فقط أم أن هناك أنشطة أخرى تدعمونها؟
**يتبع القنصلية عدة مكاتب فنية، فهناك المكتب الثقافى والتعليمى بمونتريال وفيه المكتب السياحي، التجاري، الثقافى والأخير يتولى تنسيق وتنظيم الندوات والمؤتمرات والأحداث الثقافية والمهرجانات التى تنظم بكندا وآخرها مثلا زيارة فرقة رضا للفنون الشعبية وبعض الفنانين الذين حضروا ، مثل الفنان محيى الدين إسماعيل والفنانة دينا وكانت الزيارة فى إطار المهرجان المصرى فى كندا وتحت رعاية الجهات الرسمية فى الدولة ومنها القنصلية بمكاتبها الفنية المختلفة ومكتب مصر للطيران فى مونتريال وكانت الزيارة لمدة 12 يوما ما بين مونتريال وأوتاوا وأقاموا عرضين فى أوتاوا وعرضين بمونتريال وشاركوا فى افتتاح الجناح المصرى فى المعرض السياحى الدولى يوم 22 أكتوبر إلى 24 أكتوبر.
أنشطة وخدمات
*هل هناك جمعيات مصرية أو تجمعات لأبناء الجالية تقوم القنصلية بدعمها؟
**بالطبع هناك بعض الجمعيات والأندية المصرية مثل النادى المصرى فى تورنتو وجمعية النيل فى أونتاريو، ونشارك معهم فى أنشطتهم الثقافية والاجتماعية وندعمهم وهناك جمعيات تقدم خدمات للمواطنين بمصر وخارجها، حيث تقدم العلاج وإجراء جراحات للقلب وللأطفال فى أسوان فى مستشفى الدكتور مجدى يعقوب، ويقام بها حفلات خيرية يشارك فيها أطباء كنديون يحبون المشاركة فى إجراء هذه الجراحات بمصر ونحن نشاركهم فى التنظيم ونقدم لهم الدعم التام بهدف ربط جميع أبناء الجالية بوطنهم الأم، ومنها أيضا على سبيل المثال رحلة تنظمها وزارة الخارجية والمجلس القومى للشباب وتم الإعلان عنها حيث تبدأ من 20 ديسمبر إلى 3 يناير 2011 من العام القادم، لزيارة مدن القاهرة والأقصر وأسوان وزيارة جميع المعالم السياحية والتاريخية فى مصر وهى رحلة منظمة على مستوى دول العالم وأمريكا الشمالية وأوربا والغرض منها طبعا تعريف الشباب المصرى من الجيلين الثانى والثالت المقيمين فى الخارج بمصر وربطهم بوطنهم الأم وإيجاد صلة بين الشباب المهاجرين من أصول مصرية ببعضهم البعض وبعد الرحلة تنشأ بينهم علاقات صداقة وتواصل وهذا يخلق نوعاً من الوعى والانتماء والولاء لبلدهم الأم مصر.
*ماذا عن الانشطة الاقتصادية؟
**هناك تعاون اقتصادى يتم من خلال المكتب التجارى بمونتريال وبالتنسيق معه وهناك زيارة مجلس الأعمال المصرى الكندى السنوية لكندا وهى المرة السادسة التى تتم فى الفترة الحالية حيث يتم فيها التنسيق مع جميع الشركات المصرية فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التكنولوجية للتواصل مع الشركات الكندية الموجودة فى نفس المجال والتعاون معهم والاستفادة من الخبرات التكنولوجية بها، حيث يكون هناك شراكة بين رجال الأعمال المصريين ونظرائهم الكنديين أو الجهات الرسمية للدولة من خلال وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والوزارة الكندية النظيرة لها.. وهذه الزيارة السنوية تتم بالتنسيق مع السفارة المصرية بأوتاوا والمكتب التجارى والقنصلية العامة بمونتريال وتشمل مدن تورنتو وأوتاوا ومونتريال، حيث تتم لقاءات رسمية ولقاءات بين رجال الأعمال فى البلدين ولقاءات على مستوى الوزارات الرسمية فى البلدين.
صورة خاطئة
*بماذا تفسر تصور البعض للقنصل العام بأنه موظف خمس نجوم يجلس فى غرفة مكيفة ولا يعرف شيئاً عن أفراد الجالية؟
**هذه صورة خاطئة تماما للدبلوماسى لأنه يقوم بدور كبير جدا لخدمة أفراد الجالية ويحمل دائما على كاهله أعباء كثيرة جدا ومسئوليات يقوم بها بهدف حل مشاكل جميع أفراد الجالية ودائما يكون هناك عبء غير عادى على القناصل العاملين بالسفارات والقنصليات بالخارج لأننا نسعى دائما لحل مشاكل المواطنين ومساعدتهم وإرضائهم وهناك توجيهات مستمرة من سيادة الوزير أحمد أبوالغيط وزير الخارجية فى هذا المجال وهى شبه يومية للاهتمام بالجالية ومراعاة مشاكلهم والتواصل معهم وإزالة كل المعوقات التى تخلق حاجزاً بين القنصل وأفراد الجالية.
*هل هناك هجرة غير شرعية من المصريين إلى كندا؟
**الشكل المعتاد للهجرة غير الشرعية هو الدخول بأوراق غير رسمية، وهذا الشكل غير موجود هنا، لكن البعض قد يدخلون بشكل شرعى وبعد ذلك يقيمون فى كندا بشكل غير شرعى – بمعنى أن يكون حاصلاً على تأشيرة معتمدة من الجهات الكندية بغرض السياحة أو الدراسة لفترة ما وبعد ذلك يتعدى هذا الغرض ويقيم بشكل غير شرعى بدون تجديد أوراق أو بدون الحصول على إذن من الجهات الرسمية بكندا.
*هل تم حصر هذه الحالات؟
**تدخلنا كثيرا فى حل مثل هذه المشكلات سواء باللجوء للإجراءات القانونية والرسمية التى تقنن وضعهم بكندا أو أننا نساعدهم فى العودة لمصر مرة أخرى فى حالة رغبتهم فى ذلك نتيجة شعورهم بعدم الرغبة فى البقاء بكندا لاستحالة تحقيق أحلامهم بها أو لقسوة أوضاعهم والإقامة والعيش بكندا، ويتم دراسة كل حالة على حدة.
*كيف تتم عملية الترحيل.. وما هى الآليات التى تضمن عودة المواطن إلى بلده دون إساءة ؟
**يتم التعامل معهم بشكل جيد من الجهات الكندية ثم من القنصلية بعد ذلك وعندما يصل إلينا معلومات عن ترحيل مواطن مصرى أنا شخصيا أذهب لمقابلته فى المكان الموجود به مهما كان بعيداً بهدف التعرف على ظروفه وبحث إمكانية تقنين وضعه بكندا أو مساعدته على الاتصال بأفراد عائلته ونسعى للتعاون مع الجهات الكندية لتوكيل محام له لعمل الإجراءات القانونية لتقنين وضعه أو فى حالة عدم إمكانية حدوث ذلك نتخذ الإجراءات القانونية لترحيله بشكل يراعى حقوقه ولا يعرضه أبدا للإهانة أو المعاملة السيئة ولا يتم التعرض الأمنى له إطلاقا أثناء عودته لبلده مرة أخري.
*فى حال ترحيل مواطن من يتحمل نفقات السفر؟
**فى حالة الترحيل تتحمل الجهات الكندية هذه النفقات طبقا لعرضها ذلك فى مثل هذه الحالات وإذا فوجئ المواطن برفض الجهات الكندية نتدخل نحن ونخاطب الوزارة التى تستجيب وتدفع كافة التكاليف للمواطن ويتم الرحيل بشكل يحفظ كرامته.
مواطن درجة أولى
*الجالية المصرية بكندا تضم مسلمين ومسيحيين.. ماذا عن العلاقة بينهما هنا؟
**العلاقة بينهما جيدة ولا مجال للحديث عن خلافات على أساس طائفى ولا يمكن أن يحدث هذا أبدا لأننا نتعامل مع أفراد الجالية على أننا مصريون أولا وأخيرا أيا كانت توجهاتهم الدينية والفكرية والسياسية فالجميع مواطنون مصريون من الدرجة الأولى يلقون جميعا تقديرا واحتراما من القنصلية العامة والسفارة بأوتاوا. وأنا شخصيا يتم دعوتى لحضور مناسبات دينية كثيرة وبشكل متكرر ومستمر بل وأحضر عروضاً وأنشطة دينية منها على سبيل المثال حضور احتفال الكنيسة القبطية المصرية الكاثوليكية، بالإضافة إلى مشاركتنا فى الأعياد المختلفة لجميع الطوائف كأعياد الميلاد والقيامة وهناك مناسبات اجتماعية وترفيهية تقام بالكنائس مثل فرقة هليوبوليس وهى مكونة من الشباب الأقباط الأرثوذكس حيث قدموا لنا دعوة لحضور مسرحيتهم ونحن يسعدنا أن نشارك بحضور هذه الأنشطة من أجل الدعم المعنوى ولقاء أفراد الجالية وتيسير مثل هذه الأنشطة وحل أى معوقات قد تقابل منظميها من خلال المكتب الثقافى والقنصلية العامة نساعدهم ونساهم معهم بالجهد فى تنظيم هذه الأنشطة.
*ما أكثر ما يقلقك كقنصل عام أو كدبلوماسي؟
**أكثر ما يقلقنى هو عدم تصديق أى فرد من الجالية أننا هنا لخدمته ولتسهيل إقامته ولدعمه ونسعى جاهدين لتغيير هذه الصورة أو لإيضاح صورتنا الحقيقية من خلال حسن استقبال المواطنين بالقنصلية وحل جميع مشاكلهم فورا وتيسير الإجراءات الخاصة بهم.
*ما مدى قسوة عملك كدبلوماسى ؟
**العمل الدبلوماسى فى منتهى الصعوبة لأن احتياجات المواطنين ومشاكلهم لا تنتهى فى يوم أو يومين أو أسبوع ولكن يحتاج عملاً متواصلاً طوال اليوم وكل يوم ودائما هناك كثير من الضغوط واتصالات مستمرة مع مسئولين كنديين والعمل على متابعة إرسال طلبات وأوراق المواطنين لمصر لاستكمال الإجراءات وسرعة العمل والأداء وحُسن التعامل مع المواطنين هى تعليمات يومية تستقبلها القنصليات العامة من وزير الخارجية بنفسه.
*ما ردك على عزوف بعض أفراد الجالية المقيمين بأونتاريو عن الحضور للقنصلية لبعدها المكانى ولارتفاع تكلفة السفر إليها باعتبارها فى ولاية أخرى؟
**وزارة الخارجية على علم بهذا الموضوع وتسعى حاليا لإيجاد حل لهذه المشكلة وهناك حلول كثيرة مقترحة كإنشاء مكتب قنصلى بتورنتو أو إيفاد مهمات قنصليات بشكل شهرى لتورنتو لتسهيل جميع الصعوبات للمواطنين هناك وإنهاء جميع الأوراق التى يحتاجون إليها من بطاقات أو توكيلات أو جوازات سفر أو ما إلى ذلك، ودائما الوزارة على اطلاع باحتياجات المواطنين هنا فى أى مدينة بكندا ونحن بالفعل نخرج فى بعثات قنصلية لتورنتو باعتبار أن فيها أكبر عدد من الجالية المصرية لإنهاء مثل هذه الإجراءات وذلك لحين دراسة أنسب الحلول والاقتراحات التى تراها الوزارة لحل هذه المشكلة وبشكل عام سنويا يتم إرسال بعثات من الأحوال المدنية بمصر لاستخراج بطاقات الرقم القومى واستكمال هذه الأوراق، حيث يتم إرسال موظفين بالسجلات المدنية لكندا مع البعثة لإنهاء الإجراءات والأوراق المطلوبة ويتم الإعلان عن هذه البعثات بالجرائد العربية والكندية والجمعيات والنوادى المصرية ويتم إخطارهم قبلها بفترة بموعد ومكان هذه البعثات ومواعيد تقديم الطلبات وهى زيارات مختلفة من إدارات التجنيد والأحوال المدنية وغيرهما من الإدارات الرسمية وكذلك لجنة المواطنة وهدفها مناقشة ما يعوق تفاعل المواطنين مع الجهات بمصر وهى زيارة شبه سنوية وتناقش جميع مشاكل الجالية بأى مدينة كندية، ونقابل بترحاب بالغ أى استفسارات تعوقهم فى الإقامة بكندا والتواصل معهم.
*كيف تتعامل القنصلية مع مشاكل الطلاق وقضايا الأحوال الشخصية للمصريين بكندا؟
**مع الأسف هى موجودة وأنا رأيت بعضها من خلال تدخلى لدى الجهات الكندية ومخاطبة الجهات المعنية بمصر ويتم حل أغلب هذه المشكلات بشكل ودى من خلال الاتصال شخصيا بأفراد المشكلة ومقابلاتهم وبحث سبل حل الموضوع أو إيجاد طرق قانونية من خلال المحامين للمساعدة فى حل هذه المشاكل.
*هل هناك مشاكل تحدث لأفراد الجالية المتزوجين من أجانب؟
**طبعا هناك مشاكل وأنا أدعو كل المواطنات اللاتى يأتين من مصر لكندا للزواج بأن يوثقوا زواجهن من خلال التصديق على الزواج بالقنصلية أو عقد الزواج نفسه بها لأن هذا يحفظ حقوقهن القانونية أمام الطرف الآخر ويسمح للسفارة بدعمهن ومساندتهن فى حال حدوث مشاكل لهن، لأن الزواج يكون موثقاً لدى الحكومة الكندية والمصرية ولا يمكن للطرف الآخر إنكاره أو سلبه حقوقه ويتم إرسال عقود الزواج لمصلحة الأحوال المدنية فى مصر لإثباته قانونا لحفظ حقوق جميع الأطرف وهذا ما ننصح به دائما أبناء الجالية فى كل مناسبة أو عندما يأتون للقنصلية لاستخراج أوراقهم أو أخذ مشورة القنصلية فى أمر ما وهذا لضمان حقوق جميع الأطراف لأنه أيضا يثبت النسب ولا يمكن إنكاره فى أى وقت لاحق بعد ذلك.
*ماذا عن صيغة التعاون بين القنصلية والسفارة؟
**هناك تعاون مستمر بين القنصلية العامة والسفارة فى أوتاوا وسيادة السفير وائل أبو المجد يقوم بجهد رائع فى التنسيق والمتابعة المستمرة للقنصلية العامة وهو يعتبر الرئيس الأعلى لنا فى كندا ويتابع أى نشاط أو جهد أو مشكلة ما تواجه العمل القنصلى ويتم التنسيق مع السفارة لحين حلها على المستوى المركزى بأوتاوا أو على المستوى الفرعى فى مونتريال.
*بماذا تنصح القادمين الجدد لكندا؟
**أنصحهم بأن يدخلوا بشكل قانونى ويقيموا إقامة شرعية ولا يلجأون إلى الأساليب غير الشرعية فى الإقامة والعمل ومن هم غير ذلك يجب عليهم محاولة تقنين أوضاعهم، والقنصلية ترحب بالتعاون معهم لتسوية مواقفهم القانونية للإقامة الشرعية بالبلد.
*متى يلجأ المواطن المصرى فى كندا إلى القنصلية العامة بمونتريال ومتى يلجأ إلى السفارة بأوتاوا؟
**على حسب نطاق اختصاص القنصلية أو السفارة تبعا للموقع الجغرافى للمواطن نفسه فإذا كان مقيماً فى تورنتو فهو فى نطاق اختصاص القنصلية لأن القنصلية تغطى المنطقة الشرقية من أول مقاطعة أونتاريو وحتى المقاطعات الشرقية لكندا وإذا كان مقيماً فى تورنتو فهو فى نطاق تخصص القنصلية والمنطقة الغربية كلها وأوتاوا تتبع القسم القنصلى بالسفارة فى أوتاوا.
*هل الجالية المصرية متفاعلة مع المجتمع الكندي؟
**هناك حالة من التفاعل الشديد وهناك نماذج ناجحة فى كندا وأنا التقيت بالعديد منهم وتم تكريمهم فى مختلف المجالات من الجهات الكندية وهم نموذج مشرف جدا للمصريين بالخارج وعلى سبيل المثال الدكتور «وجدى حبشي» الذى حصل على أرقى جائزة كندية فى مجال الهندسة وهناك الكثير من العمداء ورؤساء الجامعات مصريون وأيضاً أساتذة جامعات وعلماء وأطباء خبراء بالمؤسسات البحثية الكندية وهناك مهندسون مميزون جدا بالشركات الكندية الكبرى بما فيها شركات الطيران والفضاء، بالإضافة إلى المصريين المتميزين جدا فى المجال الإعلامى ولهم صحف كثيرة تصدر باللغة العربية فى كندا وبعضهم يشارك فى تحرير صحف كندية رسمية.. فكندا مليئة بمثل هذه النماذج المشرفة للمصريين.
عن الأسرة
*بدون رابطة العنق الدبلوماسية.. ماذا تقول عن حياة سامح فاروق الأب والزوج؟
**طبعا طبيعة عمل الدبلوماسى فى غاية الصعوبة ولا يستقر فى مكان ودائم التنقل بين الدول المختلفة فقبل ذلك كنت أعمل قنصلاً بليبيا وقبلها مدغشقر وأماكن مختلفة فى قارات مختلفة وضغط العمل كبير وأنا أحاول جاهدا أن أتفرغ من بداية اليوم ولساعة متأخرة ليلا لحل مشكلات المواطنين ومتابعة مهام القنصلية.. ولأسرة الدبلوماسى دور فى غاية الأهمية فى دعمه لأن دور زوجة الدبلوماسى غاية فى الصعوبة لأنه مطلوب منها أن تنتقل للدول المختلفة التى يعمل بها زوجها مهما كانت صعوبة هذه الدول ومهما كانت الخدمات متوفرة فى هذه الدولة من عدمها، وتقابل كثيراً من الصعوبات وهى تهتم بمتابعة شئون أسرتها فى البلاد المختلفة والحفاظ على استقرار الأسرة ومساعدة الأطفال على التأقلم مع الحياة بالدول التى يقيمون بها رغم اختلاف اللغات وأساليب الحياة وهى مسئولية مضاعفة لأنها تهتم بمتابعة تعليم الأطفال والاستقرار النفسى لهم والقيام بمهام إضافية لعمل زوجها الدبلوماسى من حضور حفلات أو أنشطة أو سهرات والتى تقام على هامش الأنشطة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهى التى تنظمها زوجة الدبلوماسى وعليها أيضا عبء كبير جدا لأنها تحافظ على المستوى التعليمى لأولادها بالدول المختلفة وهناك ضغوط كثيرة على أسرة الدبلوماسى نتيجة لوجوده فى بلاد كثيرة لفترات قصيرة وهو دائم التنقل وتغيير البلاد بشكل متكرر.. فالعمل الدبلوماسى ليس سهلاً بالشكل الذى يتوقعه الكثيرون وجميع أفراد أسرة الدبلوماسى تشارك فى هذا العبء وتحمل المسؤلية وفى بعض الأحيان بعض الدول لا يوجد بها مدارس أو مستشفيات مناسبة وهذا يلقى مسئولية على أسرة الدبلوماسى لتوائم أوضاعها طبقا للظروف المتاحة بهذه البلاد.
*إذن أنت مؤمن بأن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة؟
**أنا أكثر من يؤمن بذلك فأنا والدتى كانت زوجة سفير وكانت تهتم بأن نحافظ على مستوانا التعليمى وأن لا يكون هناك فجوة بين ما نتلقاه فى دولة راقية مثلا وأخرى نامية ورعاية زوجها والاهتمام بطبيعة عمله وهذا ما وجدته أيضا مع زوجتى السيدة سارة سعيد فى جميع البلاد وقبل كندا كنت أعمل ببلاد أخرى مختلفة تماما ومنها دولة افريقية مثل مدغشقر وقامت زوجتى بجهد رائع لا يمكن إنكاره حيث تدعمنى وتساعدنى وتقف بجوارى فى القيام بعملى بشكل يجعلنى متفرغاً فقط لعملى دون الخوف من حدوث أى فجوة فكرية أو تعليمية أو نفسية لأسرتي.
وزوجتى خريجة فنون تطبيقية وهى الأولى على دفعتها فى مجال الجرافيكس. وأنا اعتبرها مقاتلة من أجل نجاح زوجها وبيتها ووالدها هو أحد أبطال حرب أكتوبر وهو اللواء أركان حرب «سعيد محمد سامي» والذى كتب اسمه فى بانوراما حرب أكتوبر بالقاهرة كواحد من الأبطال العسكريين الذين رفعوا اسم مصر عاليا فى الحرب، فأنا أراها دائما زوجة محارب وابنة محارب فهى تحارب من أجل الحفاظ على أسرتها ودعم زوجها وطبيعة هذه العمل شاقة جدا وهى تحافظ على الاستقرار والترابط الأسرى بين أفراد أسرتنا.
مهمة الدبلوماسى
*يرى البعض أن على وزارة الخارجية الإبقاء على دبلوماسييها لمدة أطول بدلاً من 4 سنوات التى يكتسب فيها خبرات وعلاقات ثم يتنقل لمكان جديد.. ما تعليقك؟
**مفترض فى الدبلوماسى أن يكون قادراً على العمل فى جميع الأماكن وقادراً على الإسهام فى حل مشكلات أبناء الجالية فى أى بلد ويجب عليه أن يتواءم مع أى مجتمع يتعامل معه كما يجب عليه أن يكون سريع البديهة ولديه حضوره وثقافته ومعارفه التى تصقلها خبراته من العيش بمجتمعات مختلفة ومتباينة فى كل الظروف والهدف من عدم الاستمرار لفترات طويلة فى مكان ما هو إيجاد فرصة لاكتساب ثقافات وخبرات العمل الدبلوماسى وعدم اقتصارها على أفراد معيين فى أماكن محددة حتى يثرى العمل بصفة عامة لجميع الدبلوماسيين فى الخارج.
والدبلوماسى نتيجة لتنقله الدائم بالخارج يكون أكثر قدرة على سرعة التأقلم وإنجاز الأعمال فور وصوله لأى مكان يعمل فيه فى الخارج ويفترض فيه أن يكون قادراً على تنفيذ جميع الأعمال سواء كانت قنصلية أو دبلوماسية أو سياسية فى أى مكان يعمل فيه.
*هل من الممكن أن يختار الدبلوماسى البلد الذى يتمنى العمل بها؟
**قرار تعيين القنصل يكون من وزارة الخارجية وهناك رغبات لأعضاء السلك الدبلوماسى قد تؤخذ فى الاعتبار ولكن الإدارة لها القرار النهائى وكثيرا ما تستجيب لهذه الرغبات سواء بقنصليات أو سفارات وأنا همى الأول هو خدمة أبناء الجالية فى أى مكان.
*لو طلبت منك توجيه رسالة ما.. توجهها لمن وماذا تقول له؟
**أوجهها لجميع أبناء الجالية المصرية فى مونتريال وفى كندا عموما وأقول لهم نحن فى السفارة وفى القنصلية نرحب بالالتقاء بكم وأرجو أن تعتبروا أن القنصلية العامة أو السفارة هى بيت لجميع المصريين العاملين بكندا ونسعد دائما بتلقى أى اقتراحات وطلبات لأفراد الجالية لإشعارهم بأن مصر موجودة معكم فى كل لحظه وإنها موجودة فعلا فى كل الأماكن التى يتواجدون فيها ويسعدنا أن نحل أى مشكلة يتعرضون لها فى الإقامة فى كندا.

 مجلة اكتوبر
العدد١٧٧٧
 ١٤أكتوبر٢٠١٠

http://octobermag.com/issues/1777/artDetail.asp?ArtID=107332   

حواري مع وائل أبو المجد السفير المصري بكندا في مجلة اكتوبر

وائل أبو المجد السفير المصرى بـ «أوتاوا» المصريون فى كندا يثرون الحياة بمشاركاتهم الفاعلة والبناءة
   

اكتسب السفير المصرى بكندا وائل أبو المجد خبرة هائلة فى التعامل مع الملفات الصعبة والشائكة بكل عقلانية وحكمة، وأصبح أحد الوجوه المصرية التى تتسم بالصراحة والمصداقية وتتبنى مبدأ «لم الشمل» وربط أبناء الوطن فى الخارج ببلدهم الأم مصر.
التحق أبو المجد بالعمل فى وزارة الخارجية عقب تخرجه مباشرة فى كلية الحقوق عام 1968 وحصل على الماجستير فى القانون من جامعة لندن، وتدرج فى العمل الدبلوماسى حيث عمل ضمن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى جنيف، وبعدها فى البعثة الدائمة فى نيويورك ثم فى السفارة المصرية فى نيودلهى وشغل منصب نائب السفير المصرى فى واشنطن.
ليس هذا فحسب فعندما خدم أبو المجد بلاده فى الخارج عمل فى إدارة الشئون القانونية الدولية والمعاهدات بمقر وزارة الخارجية بمصر وكان مستشارا قانونيا فى مكتب وزير الخارجية وقبل أن يسافر إلى كندا شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان.
موفدة مجلة أكتوبر التقت السفير أبو المجد بمقر السفارة المصرية بـ??«أوتاوا» فكان هذا الحوار.
*بعد أربعة شهور من توليك منصب السفير المصري بكندا ما تقييمك للعلاقات بين البلدين؟
**تتسم العلاقات المصرية الكندية بالإتساع والتنوع فى مجالاتها وتتراوح بين التعاون الاقتصادى والتجارى والتقنى والإستثمارى، فضلا عن العلاقات السياسية بطبيعة الحال. كما تحظى هذه العلاقات بميزة لا تتوافر فى علاقات مصر بالكثير من الدول متمثلة فى قيمة ودور وإسهام أبناء المجتمع الكندى من أصل مصرى الذى نعتبره بحق الجسر الفعلى الذى يربط بين البلدين لاسيما وأن الغالبية العظمى من المصريين المقيمين فى كندا يلعبون دورا إيجابيا للغاية فى الحياة الكندية فى شتى نواحيها ويشغل الكثير منهم مناصب مرموقة. ولذلك نعتبر وجود هذه الجالية المتميزة ضمانة لعافية العلاقات الثنائية نظرا لقيامها على عنصر مشترك مهم هو العنصر البشرى.
*هل هناك معوقات أو مشاكل لا تزال بحاجة لتسويات دبلوماسية وسياسات جديدة من السفارة المصرية بأوتاوا؟
**لا يمكن تصور أن تخلو علاقة متعددة الجوانب بين دولتين بحجم مصر وكندا من أوجه اتفاق وأوجه اختلاف، وإذا كنا نتفق مع كندا فى الكثير من الأمور وفى ثوابت عديدة تجمعنا فإن هناك قضايا تختلف فيها وجهات النظر بلاشك، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار محافل الأمم المتحدة من ذلك بعض المواقف التى تبنتها كندا فيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط. ونحن من جانبنا نتحدث لأصدقائنا الكنديين فى هذا الشأن بكل الوضوح والصراحة، ونتعامل مع هذا الاختلاف فى الرؤى بأسلوب صحى يقوم على الحوار والتواصل وليس المواجهة بحال من الأحوال، إذ أن الأسلوب الوحيد الذى تعرفه الدبلوماسية المصرية فى هذا الشأن هو أسلوب الحوار والحديث والتواصل
*هل ملف الاقباط بكندا لا يزال ملفا شائكا في ظل تصعيد ما يسمى بقضية اضطهاد الاقباط بمصر وإثارة الحكومة الكندية لهذا الموضوع؟
**كل قضية تتعلق بأحوال ومصالح أى مواطن مصرى فى كندا يعد على رأس أولوياتى هنا. ومسألة المواطنين المصريين الأقباط لا أفضل النظر إليها بوصفها ملفا شائكاً بل ملف يحتاج للحوار والحديث والمواجهة والمصارحة داخل الأسرة المصرية الواحدة. ونقطة الانطلاق فى هذا الشأن والتى يجب أن نتفق عليها أولا هى أن الإنسان يستمد حقوقه من مواطنته وليس من ديانته أو لون بشرته أو نوعه أو عرقه وبالتالى فإن مصدر حقوقى وإلتزاماتى كمواطن مصرى هو «مصريتى» وليس ديانتى أو غير ذلك. فإذا اتفقنا جميعاً على هذا وارتضينا به كمرجعية للحوار وتراضينا على احترام دستورنا الذى تنص مادته الأربعون على أن المواطنين لدى القانون سواء ولا يجوز التمييز بينهم على أى اساس فمن المؤكد أن الكثير من القضايا التى تثير اللغط هذه الأيام سيسهل بحثها فى أجواء من الحوار والمودة والسعى للمصلحة المشتركة بدلا من التراشق والمواجهة التى تضر الجميع ولا تخدم أحداً. والحكومة الكندية لا تتدخل فى هذا الشأن وإنما ربما تثيره فى الإطار الجماعى فى آليات الأمم المتحدة بصفة العموم وليس استهدافا لمصر بالذات. أما المجتمع المدنى والنشطاء فى كندا وكل مكان فمن حقهم علينا إثارة ما يشاءون وعلينا الحديث إليهم وتوضيح الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر.
*هل التقيت بوفود وممثلين للجالية المصرية والكنيسة؟
**إلتقيت بالكثير من أبناء الجالية المصرية فى أوتاوا حتى الآن بمن فيهم قيادات الكنيسة
وبكل صراحة لا أتعامل مع أى شخص بصفته الدينية الصرفة وإنما بصفته المصرية فى المقام الأول. وكل ما يسعنى قوله إننى ما التقيت مصريا فى كندا حتى الآن إلا وتقطر منه مصريته وحبه لبلده وحرصه على مصلحته ونهضته ومن هنا فإن حواراتى مع كل أبناء الجالية اتسمت حتى الآن بالاحترام الكامل والاستعداد التام للحديث فى كل القضايا دون حواجز. وتربطنى بالقيادات الدينية هنا بطبيعة الحال علاقة متميزة وذلك للمكانة الخاصة التى يحتلها رجل الدين فى مجتمعنا وثقافتنا وينسحب ذلك بالقدر نفسه على رجال الكنائس المصرية ممن التقيتهم أو رجال الأزهر الشريف الموجودين فى كندا.
*ما هي المشاكل التي طرحها عليك من التقيت بهم من الطوائف المختلفة؟
**الحوارات حتى الآن لم تأخذ شكل طرح المشاكل بقدر ما كانت حديثا عن الأحوال فى مصر وبحثا فى كيفية إسهام المصريين المقيمين فى كندا فى نهضة بلادهم. والشكل الرسمى الوحيد كان لقاءً استقبلت فيه عددا من المصريين المقيمين فى كندا والذين طلبوا رفع طلبهم تمكين المصريين فى الخارج من المشاركة بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد رفعت طلبهم إلى السلطات المعنية فى مصر وهو مطلب مشروع. كما ناقشنا بكل الود والموضوعية تفصيلات هذا الموضوع وأعتقد أنه كان حوارا جيدا ومفيدا سيصب فى الحوار الجارى بمصر حول هذه القضية وبما نأمل أن يتيسر إتاحة هذا الحق فى المستقبل القريب
تفاعل سياسى
*هل هناك تفاعل بين أبناء الجالية المصرية هنا والحياة السياسية بكندا؟
**معلوماتى عن حجم النشاط والتفاعل السياسى للجالية المصرية فى الحياة السياسية الكندية أنها لاتزال محدودة ومع ذلك فقد التقيت مع أكثر من شخص مصرى-كندى ممن يشاركون بنشاط وفيهم مرشحون فى الانتخابات فى مقاطعاتهم وغير ذلك. والمهم دائما فى تقديرى أن يكون الإنسان مشاركا فى الحياة السياسية على الأقل بالتصويت فى الانتخابات حتى يكون مؤثرا فى محيطه، وبطبيعة الحال فإن التصويت ككتلة دائما ما يساعد على سماع صوت أصحاب المصلحة المشتركة فى أى مجتمع ويدفع المرشحين لأخذ هذه المصالح فى الاعتبار، وهذه هى طبيعة أى مجتمع ديمقراطى
*الفترة القادمة هي فترة ساخنة بمصر هل تداركتم مشكلة احقية تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات؟
**لعلنى أجبت عن هذه المسألة فى السؤال السابق، ومع ذلك تلزم الإشارة إلى القرار فى هذا الشأن ليس قرارا للسفراء فى الخارج، بل يلزم إتخاذه أولا كقرار سياسى من كل الأطراف والقوى السياسة الفاعلة فى مصر الرسمى منها وغير الرسمى كما أن له بعدا تشريعيا يتعلق بقانون الممارسة السياسية رقم رقم 73 سنة 1956 73 لعام 1956، فضلا والذى يتضمن بحتمية اتفاق القوى الوطنية على ضوابط ممارسة هذا الحق علما بأن كل دولة أتاحته قد نظمت ممارسته وفقا لخصوصياتها.
*ما هي السبل لتحقيق التفاعل بين المصريين بكندا ووطنهم الأم مصر؟
**سبل التفاعل بين أبناء الجالية والوطن الأم كثيرة ومتعددة ولا يتسع المقام لسردها كلها. إلا أن القدر المتيقن هو أنه ما من مصرى فى الخارج إلا وعلى أتم الاستعداد لتقديم خبرته وقدراته من أجل مصر وهذا ما لمسته بوضوح منذ وصولى. ومن جانبها فإن مصر لديها خطط وسياسات الكثير منها مطبق بالفعل سواء على مستوى التواصل مع المصريين فى الخارج من خلال جولات سنوية زارت غالبية دول العالم للاستماع لأفكارهم أو من خلال الاستفادة المستمرة بالخبرات المصرية ودعوتهم إلى مصر للمشاركة فى أنشطة وإسستشارتهم بانتظام، أو من خلال برنامج يتم تنفيذه منذ العام الماضى تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم السيد الرئيس تدعو فيه الحكومة المصرية على نفقتها أبناء المصريين فى الخارج من الجيلين الثانى والثالث لمدة أسبوعين يلتقون خلالها بالقيادات السياسية والدينية والرموز الثقافية فضلا عن ترتيب برنامج سياحى متكامل لهم، وكل هذا بغرض ضمان ربط أبناء المصريين فى الخارج بالوطن بشكل عملى يتجاوز العواطف وإطلاعهم على الطبيعة على حقيقة الأوضاع فى مصر بخيرها وبمشكلاتها أيضا.
بطاقات الرقم القومى
*هل هناك جديد بشأن قضية المواطن الكندي من اصول مصرية «عمر خضر» والمعتقل فى جوانتانامو خصوصا بعد إعلان أوباما أكثر من مرة عن استعداده للإفراج عنه وترحيله لبلاده؟
**قضية السيد خضر فيما يبدو قد أشرفت على الانتهاء من حيث محاكمته فى الولايات المتحدة وتوصل كندا وأمريكا لاتفاق يقضى بتسليمه لقضاء ما تبقى من الحكم فى كندا.
*متي يتم الاعلان عن بعثات تسجيل بطاقات الرقم القومي بكندا لاستخراج كافة الاوراق الرسمية التى تمثل مشكلة حقيقية لابناء الجالية هنا؟
**نعلم تماما الاهتمام الذى يحظى به هذا الموضوع لدى أبناء الجاليات المصرية فى الخارج، وبالفعل خرجت من قبل بعثات من مصلحة الأحوال المدنية بالتنسيق مع وزارة الخارجية لهذا الغرض. والآن وفيما يخص كندا فقد استجابت وزارة الداخلية مشكورة لطلبنا فى هذا الشأن وسيتم الإعلان قريبا جدا عن مواعيد محددة لوصول هذه البعثة مرة ثانية، والموعد المبدئى لوصولها هو خلال شهرى يناير أو فبراير من العام القادم على أقصى تقدير. ونسعى حاليا لضمان قضاء هذه البعثة وقتا كافيا فى أكثر من مدينة كندية للانتهاء من أكبر عدد ممكن من البطاقات، علما بأن توفير هذه الخدمة يكلف مبالغ كبيرة إلا أن الدولة رأت توفيرها فى الخارج تقديرا لما لمسته من مطالبات متكررة من الجاليات فى أغلب بلدان العالم.
*ما هي طبيعة العلاقة بين أبناء الجالية المصرية بكندا وسفارتهم؟
**الجالية المصرية فى كندا تختلف نوعا ما عن الجاليات فى العديد من الدول الأخرى من حيث كون غالبيتها ممن يحملون الجنسية الكندية ومن ثم فإحتياجاتهم القنصلية أقل نسبيا ولا أعتقد أنها تمثل لهم أو لنا مشكلة. ومع ذلك نسعى دائما لتحسين الخدمة القنصلية وتوفير ما يمكن منها فى نفس اليوم الذى يقدم فيه الطلب، ونرحب دوما بأى شكوى أو ملاحظة لتحسين هذه الخدمة.
*متي يتم استئناف رحلات مصر للطيران لخدمة المصريين بكندا؟
**تتولى شركة مصر للطيران هذا الملف وتبذل جهودا كبيرة للتعامل معه بما يخدم حركة الطيران بين البلدين التى تخدم بدورها أبناء الجالية فضلا عن حركة التجارة والاستثمار المتبادل. وقد توقفت رحلات مونتريال خلال العام الحالى فقط ارتباطا بالمفاوضات المكثفة الجارية بين الجانبين المصرى والكندى وسعيا لزيادة عدد الرحلات وإشتمالها لتورنتو. وفيما أعلم فقد تم الاتفاق على كل التفاصيل وسيتم التوقيع على الاتفاق فى تاريخ قريب للغاية وسيعلن عنه فورا وسيكون نبأً سعيدا بإذن الله للمصريين فى كندا.
*ما هى الرسالة التى تود أن تقولها فى النهاية ؟
**أوجه الرسالة لكل مصرى فى كندا مفادها أن هذه السفارة هى سفارته وأن إحدى أهم مهامها هى رعاية مصالحه وأن بابها مفتوح للحوار والتواصل معه حول كل القضايا التى تهمنا، وذلك نابع من إيمان صادق بأن المصرى فى كل مكان ومهما بعدت المسافة أو طال الغياب لا ينفصل عن بلده ولا يفتر شعوره الوطنى العاطفى تجاهه. وإذا كان التأثير الإيجابى فى بلدنا يجب أن يبدأ برصد الحالة وتحديد السلبيات والتحديات فإن مهمتنا جميعا يجب ألا تنتهى عند ذلك بل يحتاج الأمر إلى الخطوة التالية متمثلة فى اقتراح الخطوات المدروسة بعناية والقائمة على توافق حقيقى بين الغالبية ودورنا كسفارة هو نقل ذلك للوطن بحيث يكون الكل مشاركا فى النهضة والتطوير.

 مجلة اكتوبر
العدد١٧٧٧
14أكتوبر٢٠١٠


http://www.octobermag.com/issues/1777/artDetail.asp?ArtID=107331

http://octobermag.com/issues/1777/ListMoreAuth.asp