وائل أبو المجد السفير المصرى بـ «أوتاوا» المصريون فى كندا يثرون الحياة بمشاركاتهم الفاعلة والبناءة | |||
اكتسب السفير المصرى بكندا وائل أبو المجد خبرة هائلة فى التعامل مع الملفات الصعبة والشائكة بكل عقلانية وحكمة، وأصبح أحد الوجوه المصرية التى تتسم بالصراحة والمصداقية وتتبنى مبدأ «لم الشمل» وربط أبناء الوطن فى الخارج ببلدهم الأم مصر. التحق أبو المجد بالعمل فى وزارة الخارجية عقب تخرجه مباشرة فى كلية الحقوق عام 1968 وحصل على الماجستير فى القانون من جامعة لندن، وتدرج فى العمل الدبلوماسى حيث عمل ضمن البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى جنيف، وبعدها فى البعثة الدائمة فى نيويورك ثم فى السفارة المصرية فى نيودلهى وشغل منصب نائب السفير المصرى فى واشنطن. ليس هذا فحسب فعندما خدم أبو المجد بلاده فى الخارج عمل فى إدارة الشئون القانونية الدولية والمعاهدات بمقر وزارة الخارجية بمصر وكان مستشارا قانونيا فى مكتب وزير الخارجية وقبل أن يسافر إلى كندا شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان. موفدة مجلة أكتوبر التقت السفير أبو المجد بمقر السفارة المصرية بـ??«أوتاوا» فكان هذا الحوار. *بعد أربعة شهور من توليك منصب السفير المصري بكندا ما تقييمك للعلاقات بين البلدين؟ **تتسم العلاقات المصرية الكندية بالإتساع والتنوع فى مجالاتها وتتراوح بين التعاون الاقتصادى والتجارى والتقنى والإستثمارى، فضلا عن العلاقات السياسية بطبيعة الحال. كما تحظى هذه العلاقات بميزة لا تتوافر فى علاقات مصر بالكثير من الدول متمثلة فى قيمة ودور وإسهام أبناء المجتمع الكندى من أصل مصرى الذى نعتبره بحق الجسر الفعلى الذى يربط بين البلدين لاسيما وأن الغالبية العظمى من المصريين المقيمين فى كندا يلعبون دورا إيجابيا للغاية فى الحياة الكندية فى شتى نواحيها ويشغل الكثير منهم مناصب مرموقة. ولذلك نعتبر وجود هذه الجالية المتميزة ضمانة لعافية العلاقات الثنائية نظرا لقيامها على عنصر مشترك مهم هو العنصر البشرى. *هل هناك معوقات أو مشاكل لا تزال بحاجة لتسويات دبلوماسية وسياسات جديدة من السفارة المصرية بأوتاوا؟ **لا يمكن تصور أن تخلو علاقة متعددة الجوانب بين دولتين بحجم مصر وكندا من أوجه اتفاق وأوجه اختلاف، وإذا كنا نتفق مع كندا فى الكثير من الأمور وفى ثوابت عديدة تجمعنا فإن هناك قضايا تختلف فيها وجهات النظر بلاشك، سواء على المستوى الثنائى أو فى إطار محافل الأمم المتحدة من ذلك بعض المواقف التى تبنتها كندا فيما يتعلق بقضية الشرق الأوسط. ونحن من جانبنا نتحدث لأصدقائنا الكنديين فى هذا الشأن بكل الوضوح والصراحة، ونتعامل مع هذا الاختلاف فى الرؤى بأسلوب صحى يقوم على الحوار والتواصل وليس المواجهة بحال من الأحوال، إذ أن الأسلوب الوحيد الذى تعرفه الدبلوماسية المصرية فى هذا الشأن هو أسلوب الحوار والحديث والتواصل *هل ملف الاقباط بكندا لا يزال ملفا شائكا في ظل تصعيد ما يسمى بقضية اضطهاد الاقباط بمصر وإثارة الحكومة الكندية لهذا الموضوع؟ **كل قضية تتعلق بأحوال ومصالح أى مواطن مصرى فى كندا يعد على رأس أولوياتى هنا. ومسألة المواطنين المصريين الأقباط لا أفضل النظر إليها بوصفها ملفا شائكاً بل ملف يحتاج للحوار والحديث والمواجهة والمصارحة داخل الأسرة المصرية الواحدة. ونقطة الانطلاق فى هذا الشأن والتى يجب أن نتفق عليها أولا هى أن الإنسان يستمد حقوقه من مواطنته وليس من ديانته أو لون بشرته أو نوعه أو عرقه وبالتالى فإن مصدر حقوقى وإلتزاماتى كمواطن مصرى هو «مصريتى» وليس ديانتى أو غير ذلك. فإذا اتفقنا جميعاً على هذا وارتضينا به كمرجعية للحوار وتراضينا على احترام دستورنا الذى تنص مادته الأربعون على أن المواطنين لدى القانون سواء ولا يجوز التمييز بينهم على أى اساس فمن المؤكد أن الكثير من القضايا التى تثير اللغط هذه الأيام سيسهل بحثها فى أجواء من الحوار والمودة والسعى للمصلحة المشتركة بدلا من التراشق والمواجهة التى تضر الجميع ولا تخدم أحداً. والحكومة الكندية لا تتدخل فى هذا الشأن وإنما ربما تثيره فى الإطار الجماعى فى آليات الأمم المتحدة بصفة العموم وليس استهدافا لمصر بالذات. أما المجتمع المدنى والنشطاء فى كندا وكل مكان فمن حقهم علينا إثارة ما يشاءون وعلينا الحديث إليهم وتوضيح الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر. *هل التقيت بوفود وممثلين للجالية المصرية والكنيسة؟ **إلتقيت بالكثير من أبناء الجالية المصرية فى أوتاوا حتى الآن بمن فيهم قيادات الكنيسة وبكل صراحة لا أتعامل مع أى شخص بصفته الدينية الصرفة وإنما بصفته المصرية فى المقام الأول. وكل ما يسعنى قوله إننى ما التقيت مصريا فى كندا حتى الآن إلا وتقطر منه مصريته وحبه لبلده وحرصه على مصلحته ونهضته ومن هنا فإن حواراتى مع كل أبناء الجالية اتسمت حتى الآن بالاحترام الكامل والاستعداد التام للحديث فى كل القضايا دون حواجز. وتربطنى بالقيادات الدينية هنا بطبيعة الحال علاقة متميزة وذلك للمكانة الخاصة التى يحتلها رجل الدين فى مجتمعنا وثقافتنا وينسحب ذلك بالقدر نفسه على رجال الكنائس المصرية ممن التقيتهم أو رجال الأزهر الشريف الموجودين فى كندا. *ما هي المشاكل التي طرحها عليك من التقيت بهم من الطوائف المختلفة؟ **الحوارات حتى الآن لم تأخذ شكل طرح المشاكل بقدر ما كانت حديثا عن الأحوال فى مصر وبحثا فى كيفية إسهام المصريين المقيمين فى كندا فى نهضة بلادهم. والشكل الرسمى الوحيد كان لقاءً استقبلت فيه عددا من المصريين المقيمين فى كندا والذين طلبوا رفع طلبهم تمكين المصريين فى الخارج من المشاركة بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد رفعت طلبهم إلى السلطات المعنية فى مصر وهو مطلب مشروع. كما ناقشنا بكل الود والموضوعية تفصيلات هذا الموضوع وأعتقد أنه كان حوارا جيدا ومفيدا سيصب فى الحوار الجارى بمصر حول هذه القضية وبما نأمل أن يتيسر إتاحة هذا الحق فى المستقبل القريب تفاعل سياسى *هل هناك تفاعل بين أبناء الجالية المصرية هنا والحياة السياسية بكندا؟ **معلوماتى عن حجم النشاط والتفاعل السياسى للجالية المصرية فى الحياة السياسية الكندية أنها لاتزال محدودة ومع ذلك فقد التقيت مع أكثر من شخص مصرى-كندى ممن يشاركون بنشاط وفيهم مرشحون فى الانتخابات فى مقاطعاتهم وغير ذلك. والمهم دائما فى تقديرى أن يكون الإنسان مشاركا فى الحياة السياسية على الأقل بالتصويت فى الانتخابات حتى يكون مؤثرا فى محيطه، وبطبيعة الحال فإن التصويت ككتلة دائما ما يساعد على سماع صوت أصحاب المصلحة المشتركة فى أى مجتمع ويدفع المرشحين لأخذ هذه المصالح فى الاعتبار، وهذه هى طبيعة أى مجتمع ديمقراطى *الفترة القادمة هي فترة ساخنة بمصر هل تداركتم مشكلة احقية تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات؟ **لعلنى أجبت عن هذه المسألة فى السؤال السابق، ومع ذلك تلزم الإشارة إلى القرار فى هذا الشأن ليس قرارا للسفراء فى الخارج، بل يلزم إتخاذه أولا كقرار سياسى من كل الأطراف والقوى السياسة الفاعلة فى مصر الرسمى منها وغير الرسمى كما أن له بعدا تشريعيا يتعلق بقانون الممارسة السياسية رقم رقم 73 سنة 1956 73 لعام 1956، فضلا والذى يتضمن بحتمية اتفاق القوى الوطنية على ضوابط ممارسة هذا الحق علما بأن كل دولة أتاحته قد نظمت ممارسته وفقا لخصوصياتها. *ما هي السبل لتحقيق التفاعل بين المصريين بكندا ووطنهم الأم مصر؟ **سبل التفاعل بين أبناء الجالية والوطن الأم كثيرة ومتعددة ولا يتسع المقام لسردها كلها. إلا أن القدر المتيقن هو أنه ما من مصرى فى الخارج إلا وعلى أتم الاستعداد لتقديم خبرته وقدراته من أجل مصر وهذا ما لمسته بوضوح منذ وصولى. ومن جانبها فإن مصر لديها خطط وسياسات الكثير منها مطبق بالفعل سواء على مستوى التواصل مع المصريين فى الخارج من خلال جولات سنوية زارت غالبية دول العالم للاستماع لأفكارهم أو من خلال الاستفادة المستمرة بالخبرات المصرية ودعوتهم إلى مصر للمشاركة فى أنشطة وإسستشارتهم بانتظام، أو من خلال برنامج يتم تنفيذه منذ العام الماضى تحت رعاية السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم السيد الرئيس تدعو فيه الحكومة المصرية على نفقتها أبناء المصريين فى الخارج من الجيلين الثانى والثالث لمدة أسبوعين يلتقون خلالها بالقيادات السياسية والدينية والرموز الثقافية فضلا عن ترتيب برنامج سياحى متكامل لهم، وكل هذا بغرض ضمان ربط أبناء المصريين فى الخارج بالوطن بشكل عملى يتجاوز العواطف وإطلاعهم على الطبيعة على حقيقة الأوضاع فى مصر بخيرها وبمشكلاتها أيضا. بطاقات الرقم القومى *هل هناك جديد بشأن قضية المواطن الكندي من اصول مصرية «عمر خضر» والمعتقل فى جوانتانامو خصوصا بعد إعلان أوباما أكثر من مرة عن استعداده للإفراج عنه وترحيله لبلاده؟ **قضية السيد خضر فيما يبدو قد أشرفت على الانتهاء من حيث محاكمته فى الولايات المتحدة وتوصل كندا وأمريكا لاتفاق يقضى بتسليمه لقضاء ما تبقى من الحكم فى كندا. *متي يتم الاعلان عن بعثات تسجيل بطاقات الرقم القومي بكندا لاستخراج كافة الاوراق الرسمية التى تمثل مشكلة حقيقية لابناء الجالية هنا؟ **نعلم تماما الاهتمام الذى يحظى به هذا الموضوع لدى أبناء الجاليات المصرية فى الخارج، وبالفعل خرجت من قبل بعثات من مصلحة الأحوال المدنية بالتنسيق مع وزارة الخارجية لهذا الغرض. والآن وفيما يخص كندا فقد استجابت وزارة الداخلية مشكورة لطلبنا فى هذا الشأن وسيتم الإعلان قريبا جدا عن مواعيد محددة لوصول هذه البعثة مرة ثانية، والموعد المبدئى لوصولها هو خلال شهرى يناير أو فبراير من العام القادم على أقصى تقدير. ونسعى حاليا لضمان قضاء هذه البعثة وقتا كافيا فى أكثر من مدينة كندية للانتهاء من أكبر عدد ممكن من البطاقات، علما بأن توفير هذه الخدمة يكلف مبالغ كبيرة إلا أن الدولة رأت توفيرها فى الخارج تقديرا لما لمسته من مطالبات متكررة من الجاليات فى أغلب بلدان العالم. *ما هي طبيعة العلاقة بين أبناء الجالية المصرية بكندا وسفارتهم؟ **الجالية المصرية فى كندا تختلف نوعا ما عن الجاليات فى العديد من الدول الأخرى من حيث كون غالبيتها ممن يحملون الجنسية الكندية ومن ثم فإحتياجاتهم القنصلية أقل نسبيا ولا أعتقد أنها تمثل لهم أو لنا مشكلة. ومع ذلك نسعى دائما لتحسين الخدمة القنصلية وتوفير ما يمكن منها فى نفس اليوم الذى يقدم فيه الطلب، ونرحب دوما بأى شكوى أو ملاحظة لتحسين هذه الخدمة. *متي يتم استئناف رحلات مصر للطيران لخدمة المصريين بكندا؟ **تتولى شركة مصر للطيران هذا الملف وتبذل جهودا كبيرة للتعامل معه بما يخدم حركة الطيران بين البلدين التى تخدم بدورها أبناء الجالية فضلا عن حركة التجارة والاستثمار المتبادل. وقد توقفت رحلات مونتريال خلال العام الحالى فقط ارتباطا بالمفاوضات المكثفة الجارية بين الجانبين المصرى والكندى وسعيا لزيادة عدد الرحلات وإشتمالها لتورنتو. وفيما أعلم فقد تم الاتفاق على كل التفاصيل وسيتم التوقيع على الاتفاق فى تاريخ قريب للغاية وسيعلن عنه فورا وسيكون نبأً سعيدا بإذن الله للمصريين فى كندا. *ما هى الرسالة التى تود أن تقولها فى النهاية ؟ **أوجه الرسالة لكل مصرى فى كندا مفادها أن هذه السفارة هى سفارته وأن إحدى أهم مهامها هى رعاية مصالحه وأن بابها مفتوح للحوار والتواصل معه حول كل القضايا التى تهمنا، وذلك نابع من إيمان صادق بأن المصرى فى كل مكان ومهما بعدت المسافة أو طال الغياب لا ينفصل عن بلده ولا يفتر شعوره الوطنى العاطفى تجاهه. وإذا كان التأثير الإيجابى فى بلدنا يجب أن يبدأ برصد الحالة وتحديد السلبيات والتحديات فإن مهمتنا جميعا يجب ألا تنتهى عند ذلك بل يحتاج الأمر إلى الخطوة التالية متمثلة فى اقتراح الخطوات المدروسة بعناية والقائمة على توافق حقيقى بين الغالبية ودورنا كسفارة هو نقل ذلك للوطن بحيث يكون الكل مشاركا فى النهضة والتطوير. | |||
مجلة اكتوبر العدد١٧٧٧ 14أكتوبر٢٠١٠ | |||
http://www.octobermag.com/issues/1777/artDetail.asp?ArtID=107331 http://octobermag.com/issues/1777/ListMoreAuth.asp |
3 comments:
حوار رائع ومركز.. ومفصل في آن..
لاتنجزه إلا إعلامية متميزة مثل عبير العسكري
تحياتي
حوار رائع ومركز.. ومفصل في آن..
لاتنجزه إلا إعلامية متميزة مثل عبير العسكري
تحياتي
ميرسي جدا يا حنان علي تعليقك الراقي وسعيدة بجد انه عجبك..دمت صديقة والف مبروك علي الجايزة الادبية الراقية اللي حصلتي عليها ..انت حقا تستحقينها يا جميلة
Post a Comment